حكاية
د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل
ولِدت من رحمين واحتضنتها مرضعتان عريقتان في جذور العلم.. إحداهما سعود أورثتها الحداثة.. والأخرى الإمام أورثتها الأصالة.. بدأت بسبع سنبلات خضر لا يُبْس فيها ولا جفاف… وتضاعفت شامخة في عنان القصيم إلى ثماني وثلاثين كلية، أكلها دائم وظلها وارف… تتفيؤه مدن القصيم ومحافظاتها… متدفقة بأصناف العلم ومساراته… تحتضن ٧٢٠٠٠ ألف في البكالوريوس و2635 طالبا في الماجستير والدكتوراه من ثمانين جنسية حول العالم…
وينتسب إليها أكثر من 4400 أستاذ، و3250 موظفا… يسابقون الزمن تطويرا وإبداعا…
لم تبق حبيسة المحلية والإقليمية بل تجاوزت الحدود والقارات.. فوقعت أكثر من 12 اتفاقية مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية الدولية (جامعة ولاية متشجن الأمريكية MSU…وجامعة الاقتصاد والتجارة الدولية بالصين…وجامعة درم البريطانية.. وجامعة شيجان الصينية الطبية…وجامعة ستانفورد الأمريكية… وهوزانج الزراعية الصينية… وماسترخت الهولندية… وجامعة بكين الصحية بالصين، وجامعة لايد في أستراليا… وجامعة هرمن أسترو بأمريكا… وشركة سابك… ولَم تكتف بذلك بل سابقت في مضمار تركيز المعرفة وتأسيسها فأسست خمسة كراسي بحثية… وتسابق الرؤية الوطنية لمملكتنا في عشرة أخرى … تربعت على المرتبة الثالثة على مستوى الجامعات في المملكة في الاعتماد الأكاديمي الوطني، ففي عام ٢٠١٣ حصلت على الاعتماد المؤسسي، وحققت الاعتماد الأكاديمي البرامجي في تخصصات الطب والجراحة، وطب وجراحة الفم والأسنان، وإنتاج الحيوان وترتيبه، وعلوم الأغذية وتغذية الإنسان، والطب البيطري، والصحة العامة، والبصريات والشريعة، بالإضافة إلى حصولها على عدة اعتمادات دولية لعدد من الكليات منها: كلية الحاسب، وكلية الهندسة، وكلية الاقتصاد والإدارة، وكلية الصيدلة، وكلية الطب، وكلية العلوم، وكلية المجتمع ببريدة…
فتحت لطلابها ومنسوبيها أفق الإبداع والتمييز، فحصد عدد منهم الجوائز العالمية والمحلية…. هيأت لطلابها مساحة من الحرية في التعبير عن الرأي والمطالبة بحقوقهم عبر لجان حقوقية وطلابية….وهيأت لهم الجو الأكاديمي المريح في بهوها ومداخل الكليات فيها…
وبعد عزيزي الطالب عزيزتي الطالبة فليس سرا أنها تشكو بعض عقوق أبنائها وبناتها… أولئك الذين لا يرون إلا بعين واحدة …فيغفلون حقها ونجاحاتها… فتدعوهم إلى الواقعية والإنصاف وتعزيز الإيجابية بدلا من جلد الذات والعقوق.