سرقة.. بأكثر من100 مليون
حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال
بين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٥ تمكن رجل من ليتوانيا يدعى إيفالداس ريماسوسكس من انتحال صفة شركة تايوانية تدعى (كوانتا كمبيوتر) تربطها عقود تعاون مع الكبيرتين غوغل وفيسبوك.
هذا الانتحال مكن سوسكس من سرقة ما قيمته ٩٨ مليون دولار من غوغل و٢٣ مليون دولار من فيسبوك أي ما مجموعه ١٢١ مليون دولار عن طريق تزوير عدة وثائق.
وفي عام ٢٠١٧ تم تسليم سوسكس الى القضاء الأمريكي ليواجه تهماً بسرقة البيانات والتزوير وغسيل الأموال بالتعاون مع أشخاص آخرين لم يتم تحديد هوياتهم بعد، ويعتقد خبراء القانون بأن القضاء سيحكم بسجن سوسكس مدة لا تقل عن ٣٠ عاماً في ظل اعترافه بجميع ما نسب إليه وإقرار شركتا غوغل وفيسبوك باستعادة جزء كبير من أموالهم في هذه العملية.
قصة هذا الليتواني وشركتي غوغل وفيسبوك تجعلنا نقف للحظة لتأمل كيف أصبحت جرائم الاحتيال ممنهجة بطرق وأساليب يعجز العقل أحيانا عن تصديقها، فكم من عملية سرقة بيانات أو أموال تمت في السنوات الماضية وما زالت حتى الآن، فكيف نستطيع الحد من تنامي هذه الظاهرة.
التوعية بأهمية أمن المعلومات هي الأساس الذي لابد أن تفطن إليه الشركات والمؤسسات والقطاعات الإلكترونية، وتبذل فيه الغالي والنفيس لضمان أمن بياناتها بما يعزز ثقة المستهلكين، فكم قرأنا وسمعنا عن اختلاسات بالجملة لشركات وبنوك إقليمية ولن تنتهي هذه الظاهرة.. بل ستزداد يوماً بعد يوم ولكن كلنا أمل في الجهود الحثيثة التي نشهدها محلياً من خلال الأمن السيبراني الذي يخطو بثبات لتحقيق أهدافه التي وجد من أجلها.
هذه النجاحات تضافرت معها جهود مؤسسات التعليم لاستحداث تدريس الأمن السيبراني كتخصص يجب توجيه الأنظار اليه بكثافة فنحن لسنا بمعزل عن العالم.