رموزنا الوطنية
أ.د. فهد بن إبراهيم الضالع
الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جلس بيننا ذات مجلس (س) من الناس من هذه المنظومة أو تلك ذات صباح أو مساء.. وكان يغرس في ثنايا حديثه صلته بالمسؤول الفلاني وعلاقته برئيس الدائرة الفلانية، وكيف كان يرتشف المشروبات الساخنة عند فلان، أو عنده فلان من المسؤولين ليلة البارحة..!!
إن المسؤول الأول في كل دائرة عمل معتبرة يعيش مع مرؤوسيه علاقة ذات بعدين؛ بعد شخصي وبعد عملي متعلق بالعمل.. وبقدر حفاظ المسؤول على علاقة العمل.. ثم العمل ثم العمل.. بعيدا عن العلاقة الشخصية فإن هذا أحفظ للعدل.. وأنصع للنزاهة.. وأقوى للمؤسسة برمتها.. لأن أثر المسؤول يبلغ أقصى مرؤوس في المؤسسة تلك.. ولهذا تجد لذاذة العدل حين تنظر بعيني الاعتبار إلى العدل المرتبط بالعمل.. سواء كافحت ونافحت للقاءات المسؤولين الكبار.. أم كنت تسعى لنجاح المنظومة بعيدا عن لسعات الكاميرات أو نظرات المسؤول.
وأحسب أن كل منصف.. يستطيع أن يصف الصرح الكريم (جامعة القصيم) بمعالي مديرها شكر الله له هذه السُّنَّة.. وهذه المثالية -التي تتطلب منه الكثير من الجهد والأداء المثالي- خير كثير، إذ إن خلق المسافة الكافية مع الجميع.. ثم الحفاظ عليها بما يكفل العدالة والمصلحة لهو جهد جهيد لا يستطيعه كل أحد.
همسة
ليصنع الآخرون رموزهم.. فرموزنا الوطنية أنصع وألمع.