برُّ الأمان
سُمية طلال الحبردي
كلية العلوم والآداب بعنيزة
تقول أمي: “إن الإنسان روحٌ ضئيلة لا تكبُر إلا بالطاعة”، وظللت أتلّمس قول أمي هذا حتى وصلتُ إلى برّ الأمـان، وعرفت أن الإنسان ضئيلٌ مسكين لولا وجود الله.
من سيُهرولُ إليك إن أنت مشيت؟
من سيقتربُ منك خُطواتٍ إن أنت خَطَيت؟
من سيمسحُ على قلبك بالسعادة إن أنت رضَيت؟
ومن غيرُ الله سيقبُلك إن أنت عصَيت؟
كل هذهِ الأسئلة لا إجابةَ لها سوى “الله”، لكنّه الإنسان يظلُّ يتخبّط في بحار الحياة، ويقلِّب كفَّيه في مائه راجيًا النجاة حتى يهلَك، أو يتوُه.
منّي أنا الصغيرة العائدةُ قريبًا أقول: “هات يدكَ يا رفيقي”.
واتبع ضوء ربّك في قلبك، وتلمّس صنيعه في نفسك حتى تدرك أن الغُربة في داخلك ليست سوى وهمٌ صنعهُ البعد، وأن الحياة ليست إلّا حبًّا إلهيّاً يزودُ بالطاعة.
وجراحك التي أهلكتك مرارًا، لن تلتئم إلا بالقُرب منـه والأُنس به، والتذلّل إليه، فأعذب الطاعة ما كان بعد الجِراح، وأحلى القُرب ما كان بعد الهجر.
“هات يدك يا رفيقي”، استفتِ روحك العطشى، وعُد دون أن تتردد، فالله وحدهُ من ينتظرنا دائمًا وأبدًا فاتحًا أبواب السماءِ لنا.