أعمدة

بين الفرحة والمستقبل

د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل

خرج من البيت عند الساعة الثالثة ظهرا متوجها إلى الجامعة حيث الفرحة عارمة في عرس الجامعة البهيج.. الذي يعجز لسانه وقلمه أن يعبر عنه أو يحيط به؛ اصطف في مسيرة الخريجين.. مكنون قلبه يرقص فرحا بشعور والديه اللذين حضرا حفل تخرجه.. يريان ولدهما وقد ودع المرحلة الجامعية واستقبل الحياة العملية ليشق طريق المستقبل متسلحا بالعلم، مؤملا أن يبني نفسه.. لم يستطع أن يسيطر على مشاعره.. طار بهما فرحا.. قبّل قدميهما وعاش هو وزملاؤه شعورا بهيجا.. انكسرت أمام مشاعره في هذا اليوم حقيقة المستقبل الغامض.. لكن هاجس استمرارية الانكسار ظلَّ ملازما له.
ظل حائرا مترددا يلوك الأفكار السلبية التي تهجم عليه بين الحين والآخر.. فيلفظها حينا وحينا تنتصر عليه ويبتلعها.
ترد عليه فكرة القطاع الخاص لكن البداية فيه صعبة.. مرتب قليل.. ساعات عمل أطول.. منافسة قوية.. صراع على البقاء والاستمرار..
القطاع الحكومي مريح ومضمون.. لكن قوائم الانتظار قد تطول، والثبات فيه يعني أن ينتظر سنوات حتى يرى نفسه ويرضى عنها.
يقرأ عن رؤية المملكة 2030 فينتصر ويتفاءل ويحدوه الأمل بأن الأمور في صالحه، لكنها بالنسبة له لا تزال غامضة ولا يستطيع أن يستوعب مرحليتها؟
لاحت له بادرة الجمع بينهما، حيث يخوض التجربة في القطاع الخاص ويسجل في قائمة الانتظار للوظيفة الحكومية.. شق طريقه في إحدى الشركات مساعدا ثانيا لأمين المشتريات.. تلاحقه النظرات من العاملين.. ويستقبلها بعينين توحيان بالإصرار والصبر والتحمل.. استطاع بحكم تخصصه أن يعرف سر النجاح في موقعه، وبدأ مشوار التغيير والتطوير واستحداث البرامج التقنية.
بعد ثلاث سنوات جاءه الدور وأعلن عن ترشحه لوظيفة حكومية على المرتبة السادسة.. لم يتردد في الاعتذار عنها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى