أعمدة

خاوية من المرضى

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية، إدارة الإعلام والاتصال

لمرافق الرعاية الصحية والمستشفيات أنظمة حاسوبية تربط كوادرها وأقسامها ومراكزها مع بعضها البعض، وتحوي عدد مهول من البيانات الدقيقة للمرضى وسجلات توضح مواعيد جلسات العلاج والعمليات مما يسهل على الطبيب الرجوع إليها وقتما يشاء.
وهذا ما تنبه له مجموعة من المخترقين حول العالم، إذ تعرضت بعض المستشفيات الإقليمية في الولايات المتحدة الأمريكية لهجمات إلكترونية الشهر الماضي أثرت بشكل كبير على أنظمتها الحاسوبية مما حال من الوصول إلى بيانات المرضى وتعطل تام للعمليات الجراحية القائمة أو المدرجة في قوائم الانتظار، وقد طلب المخترقون فدية من المال نظير السماح بفك هذا التقييد ورجوع الأنظمة الحاسوبية كما كانت عليه.
ووفقاً لبيان أصدره المركز الطبي الإقليمي DCH بان ثلاث مستشفيات إقليمية قد توقفت بشكل تام عن استقبال أي مرضي جدد لحين التوصل لاتفاق مع طالبي الفدية ورفع الحظر عن الأنظمة الإلكترونية التابعة لها.
تشكل هذه الهجمات الإلكترونية قلقاً كبيراً للكثير من الحكومات والمؤسسات والشركات فهي قنبلة موقوتة لا تعلم متى تنفجر مخلفة أضراراً كارثية وخسائر مادية ومالية، فخلال السنوات الماضية زادت بشكل ملحوظ الهجمات الإلكترونية بهدف طلب فدية من المال أحيانا، أو بهدف التخريب لمصالح جهات ومنظمات أحيانا أخرى.
وبتنوع أشكال هذه الهجمات وتعدد أهدافها، فنحن أمام خيار واحد فقط تعزيز الأمن الإلكتروني والتكاتف للحد من هذه الظاهرة التي تتطور أساليبها وأهدافها يوماً بعد يوم.
بالعودة لقطاع المستشفيات فالحال لدينا ليس بالجيد حتى الآن فتحويل السجلات والأنظمة من ورقية إلى إلكترونية واستحداث تطبيقات لحجز المواعيد والمراجعات والاستفسار عن الحالات الطارئة ليس بالعمل الكافي لضمان سلاسة سير العملية الصحية برمتها فما زالت مراكز الرعاية الصحية بحاجة للتطوير أكثر فأكثر.. وليس للاحتفال!!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى