الرأي

الشباب واهتماماتهم.!

عبدالله العواد
كلية العلوم والآداب بعقلة الصقور


إن اختلاف الطموحات والاهتمامات وتفاوتها بين الحين والآخر يعود لسلسلة العادات والممارسات التي جرت في مسيرة هذا الإنسان، ولعل تقدم الأيام وتطور التكنولوجيا التي جعلت العالم بين أيدينا لها الأثر البالغ على حياتنا..
وسأتحدث عن زاوية الاهتمامات لدينا وبالأخص اهتمامات الشباب اليوم ، يا قارئ المقال: إن شباب اليوم واهتماماتهم ناتجة عن صحة يرافقها فراغ وعن غياب تام لتكاتف المجتمع فالمشهور أصبح مشهوراً بسبب تصرف سخيف أضحك به بعض الشباب ، وأصبح نجما من نجوم الكوميديا بلا هدف ولا لون وبلا احترام!!
إن ذائقة الاختيار والسعي الدائم خلف هوس الضحك جعل منا شباباً يعيشون لحظات فراغهم بفراغ والمجتمع يتوسد عذر ( أنا مشغول!! ) فأصبح الواحد منهم منغلقا على نفسه باحثاً عن هواه وعن اهتماماته الخاصة تاركا الاهتمامات العامة على الفراش تحتضر أين الشاب المسلم الذي هممه تعانق السحاب والذي لو أراد أن يزيح الجبال حجراً حجراً لأزاحها ، ولنا في التاريخ عبر ومشاهد فعندما أراد التتار غزو المسلمين أرسلوا جاسوساً لبلاد المسلمين ليعرف أحوال المسلمين واهتماماتهم ، فعندما دخل بلاد المسلمين وجد شاب في الرابعة عشر من عمره ينظر إلى القمر ، فقال له بماذا تفكر؟
قال أفكر بأي شيء أخدم فيه أمتي . فرجع إلى قيادته منصدماً لوهله, ومتعجباً من همة تعانق السماء, فقالوا إذا هذه اهتمامات ابن الرابعة عشر من عمره فكيف بمن أكبر منه عمرا؟
فتأجل الغزو لفترة مع وجود حلم التتار لغزو بلاد المسلمين فأرسلوا ( مرة أخرى) الجاسوس لذات السبب، فوجد شابا ينظر إلى القمر فقال له بماذا تفكر؟
قال الشاب إني محتار بمطلع قصيدة غزلية أهديها لحبيبتي، فعاد الجاسوس ومعه الخبر السعيد وغزو بلاد المسلمين فعندما تحولت الاهتمامات من عامة إلى خاصة اختلفت النتائج وأصبحت عالة على أصحابها، بالله عليكم أين شبابنا اليوم؟
اسألوا المقاهي عن معاناتهم وتحطم أحلامهم وتدني مستوى تفكيرهم وثقافتهم، تبدلت أحلامهم فأصبح الشاب طموحه لا يتعدى حدود أنفه ، والمجتمع لا يقصر في تكسير مجاديف الأمل وحجب نوره الضئيل!
ولكن، أعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! لابد من فجر جديد يطل علينا فيلقي تحية الإجلال ويجمع شعاع الشمس فيكون ضياء أمتنا، ليتغير حالنا وتتغير طموحاتنا واهتماماتنا ، ونفكر في النتائج وماذا سنجنيه من هذه الاهتمامات؟!
همسة: الفجر قريب بإذن الله, وشبابنا هم من سيعيدون لواء أمتنا، بطموحهم وهمتهم التي تعانق القمم فقط.. يحتاجون لوقفة تساندهم يستطيعون فيها الوقوف على رأس الهرم!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى