60 مليون شخص في العالم يعانون من متلازمة إجهاد العين.. د. ماجد معافا: التركيز على شاشة الكمبيوتر والأجهزة الذكية يسبب ضيق في العضلات الهدبية

بين مدير عيادات البصريات الجامعية الدكتور ماجد بن أحمد معافا، أنه مع النمو المعرفي والتكنولوجي على المستوى العالمي وازدياد إقبال الناس على كل جديد، أدى ذلك للمساهمة في زيادة تداول الأجهزة الذكية وسهولة توفرها بيد الصغير قبل الكبير، هناك ما يقارب 60 مليون شخص يعاني من هذه المتلازمة عالميًا، مما يؤثر على إنتاجية وكفاءة مستخدمي الكمبيوتر من الموظفين وغيرهم.
وأوضح أنه مع كثرة استخدام الأجهزة المحمولة والإفراط بها وجب علينا التنويه لبعض الأسباب السلبية التي قد تؤدي إلى بعض المشاكل المتعلقة بالعين سنذكرها على النحو التالي:

01 إجهاد العين:
عند التركيز على مهمة مكثفة بصرياً، مثل التركيز باستمرار على شاشة الكمبيوتر والأجهزة الذكية، فإن العضلات الهدبية تضيق، يمكن أن يسبب هذا بعض التهيُّج وإجهاد للعينين.

02 جفاف العين:
من أكثر الأسباب شيوعاً لدى مستخدمي الأجهزة المحمولة والذكية هو الإحساس بحرقة واحمرار وألم بالعين وتحسس من الضوء أو عدم وضوح بالرؤية، وذلك أثناء استخدام الأجهزة الذكية، ويزيد بزيادة ساعات الاستخدام لها.
ويعود سبب ذلك إلى أن معدل الرمش يقل بـ5 مرات تقريبا عن المعدل الطبيعي بسبب التركيز الشديد وتدقيق النظر على الشاشة.
ولأن طبقة الدموع تتبخر بسرعة أكبر في الفترات التي لا ترمش فيها الجفون، فيتسبب ذلك في جفاف العين، وكذلك فإن جو المكاتب المغلقة مع مكيفات الهواء، يكون جاف عادة مما يقلل بدوره من الدموع ويزيد من نسبة الجفاف في العيون.

03 صداع العين:
غير حاد، وتزيد حدته بعد الاستخدام الطويل للأجهزة أو القراءة الطويلة، كذلك في الأماكن الأقل إنارة أو تكاد معدومة الإنارة، وموضعه مقدمة الرأس عادةً، وقد يشتكي صاحبه إلى مؤخَّر العين، والعين ذاتها قد تتألم، ويتألم الجفن ويثقل.
وعن بعض الارشادات للتقليل من حدّتها أكد الدكتور ماجد معافا أنه يجب التأكيد على التالي:

1. الحرص على استخدام الأجهزة في بيئة إضاءتها ملائمة.
2. الحد والتقليل من الاستخدام الزائد للأجهزة وأخذ استراحة 20 ثانية وإراحة العين بالنظر للأجسام البعيدة مسافة 20 قدم (6 أمتار تقريباً) في كل 20 دقيقة عمل.
3. احرص أن تكون شاشة الكمبيوتر أو الجهاز المحمول في نفس مستوى عينيك وأن تكون في وضعية جلوس صحيحة.
4. إذا كنت تعاني من الجفاف فعلاً قد تحتاج لزيارة دكتور البصريات أو طبيب العيون ليصف لك قطرات مرطبة للعين لتستخدمها خلال اليوم.
   هناك توصيات من الأكاديمية الأمريكية للأطفال لساعات الاستخدام والأجهزة الذكية ومشاهدة التلفاز سنذكرها على النحو التالي:
5. إذا كان عمر الطفل أقل من سنتين لا يسمح باستخدام الاجهزة الذكية.
6. الاكتفاء بمعدل ساعة يومياً فقط لعمر ما بين 3-5 سنوات
7. الاكتفاء بمعدل ساعتين يومياً فقط لعمر ما بين 6-18 سنة.
   كما بين أنه في دراسة قام بها قسم البصريات في كلية العلوم الطبية التطبيقية خلال العام الجامعي المنصرم (1439- 1440) على 40 موظفاً من جامعة القصيم لمعرفة فاعلية التدخلات التعليمية والنصائح التوعوية (كنظرية 20 / 20 / 20) في الحد من أعراض متلازمة اجهاد العين مع الكمبيوتر والأجهزة الذكية وعلامات جفاف العين المرتبطة بها.
   وقال: «في البداية ملأ المشاركون استبيان يحوي مجموعة من الاسئلة لقياس مدى وتأثير متلازمة اجهاد العين مع الكمبيوتر والاعراض المصاحبة له، بالإضافة الى استبيان اخر يقيس اعراض جفاف العين وتم بعد ذلك عمل فحوصات إكلينيكية للتأكد من وجود جفاف العين من عدمه”.
   وأضاف: «تم الطلب من المشاركين استخدام هواتفهم لمدة دقيقة واحدة وقياس معدل رمش العين خلالها وتم بعد ذلك تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، حيث احتوت كل مجموعة على عشرين مشاركاً. حيث كانت المجموعة الاولى هي المجموعة الضابطة وطلب منهم شرب الماء فقط، أما المجموعة الثانية وهي مجموعة الدراسة تم تعليمهم وتوجيههم حول متلازمة اجهاد العين مع الكمبيوتر والأجهزة الذكية واعطائهم كتيب إرشادي حول طرق ونصائح لتخفيف أعراض المتلازمة بما في ذلك قاعدة 20 / 20 / 20، جميع الاختبارات تم اعادتها بعد شهر لجميع المشاركين لمقارنة النتائج والتأثير”.
   وقد أظهرت النتائج انخفاضاً واضحاً في استبانة جفاف العين في مجموعة الدراسة، وتحسن في جودة الدموع بعد اعطاء التعليمات اللازمة لأفراد مجموعة الدراسة. بينما في المجموعة الضابطة هناك انخفاض واضح في جودة الدموع.
   وقد خلصت الدراسة إلى أنه وإن كان هناك أثر محدود للتدخلات التعليمية والتوجيهات إلا أنه واضح وساهم في تقليل أعراض متلازمة إجهاد العين مع الكمبيوتر والأجهزة الذكية وعلامات جفاف العين المرتبطة به، ومن هنا ندرك أهمية التوعية اجهاد العين مع الكمبيوتر والأجهزة الذكية وتوجيه المجتمع للسلوكيات الإيجابية لتفادي الآثار المترتبة على صحة العين.