الرأي

التوجيه العلمي للمتعلمين وأثره في التميز

د. عبد الله بن أحمد الرميح
وكيل الشؤون التعليمية في كلية العلوم والآداب بعنيزة

الإرشاد العلمي يعد ركنا من أركان العملية التعلمية، وأساسا كبيرا في معالجة خلل التعليم وتطويره، لذا لا يمكن تصور تعليما موفقا يخلو من وجود نظام خاص في المؤسسات التعليمية، وإن المتأمل يستطيع عند الفحص والدراسة أن يعزو كثيرا من خلل التعليم والإخفاقات الدراسية إلى وجود قصور في إدارة عملية التعلم من هذه الزاوية، وبضد ذلك نجد في تجربتنا العملية، وفي من نشاهدهم من المتميزين من الطلاب والطالبات أثر التوجيه والإرشاد في تميزهم وجديتهم واحتواء مشكلاتهم الدراسية ودعمهم ومساندتهم.
لذا فإن من حق الطالب أن تتم العناية بالإرشاد في كل المراحل التعليمية في التعليم العام والعالي، ولا ريب أن عميلة الإرشاد بشقيها الوقائي والعلاجي ستسهم في تقليل عملية الهدر في الإنفاق المالي في التعلم بسبب حالات التعثر التي تشهدها الساحة التعليمية.
وأحب أن أشير في هذا الصدد إلى أن الإرشاد العلمي لا يقف عند حد المعلم فقط بل يجب أن يكون هناك تعاون بين كافة الأطراف المشتركة في العملية التعليمية من الأسرة والدائرة الاجتماعية القريبة من الطالب، ولا شك أن تفعيل هذا العنصر يقي الطالب كثيرا من العثرات ويعالج مشكلاته ويدعه نفسيا وعلميا ومهاريا.
وإن رؤية مبسطة لسجل الطالب الأكاديمي فضلا عن مناقشته تبين بعد الطالب عن هذا العنصر المهم وبمحاورته يتم التعرف على أوجه القصور في نموه العلمي، ولعلاج ذلك فيجب إبراز مفهوم الإرشاد وأنظمته ودعمه بشكل مؤسسي في المؤسسات التعلمية الجامعية وتحويل أنظمته إلى برامج عملية، كما لا يخفى أن تفعيل برامج الإرشاد بما يتفق مع الرؤية السديدة والأنظمة المقننة له سيمنح الطالب قدرا كبيرا جدا من الكفاءة والتحمل، كما أنه في الوقت ذاته سيوفر طاقات المؤسسات التعليمية وأموالها التي تنفقها جراء الرسوب المتكرر والتي إذا حسبت ماليا سنجد أنها أموال باهظة جدا.
وفي هذا السياق، فإنني أدعو إلى إعادة قراءة أنظمة الإرشاد الأكاديمي قراءة مدققة وتحويل تلك الأنظمة الرائعة إلى برامج مركزة وقياس أثرها على العملية التعلمية، ففي هذا الأمر نقلة كبرى في التعليم الأكاديمي وفيه توفير للمال والجهد ورفع لمستوى الجودة والأداء وتقليل من الخسائر، كما أن فيه خدمة للوطن في صقل مهارات أبنائه وفيه خدمة للأسرة في تجويد المخرج وتحقيق الأمل الذي تترقبه كل أسرة طالب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى