بالمعلم المتميز.. نحقق ما نصبو إليه!
أ.د. خالد بن إبراهيم الدغيم
أستاذ مناهج وتعليم العلوم كلية التربية
خطى التعليم في المملكة العربية السعودية خلال العشر سنوات الماضية خطوات متسارعة، سابقت الزمن، وتزامنت مع ما يشهده عصرنا الحاضر من انفجار معرفي، وتقدم علمي، وتطور تقني، وثورة هائلة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات، فبين عشية وضحاها أصبحنا نعيش بين مستجدات علمية وتربوية وتقنية أصبحت من أساسيات التعليم ومطالبه الضرورية.
ومع كل ما شهده التعليم في وطننا المعطاء، إلاّ أننا نتفق جميعاً على أن تحقيق “ما نصبو إليه!” مرتبط بفارس الميدان التربوي، ومرتهن بمن يملك مفتاح النجاح والفشل ألا وهو “المعلم”.. فجميع ما يشهده التعليم في مدارسنا من تطورات على جميع الأصعدة من مناهج وكتب وتقنيات وغيرها ستظل خسائر مالية وجهد ضائع مالم يقف وراءها “معلم” متميز، يستوعب تلك المستجدات والتطورات، ويلم بفلسفتها، والنظريات، والمبادئ، والأفكار التربوية الحديثة التي بُنيت عليها، ومطلعاً على المفاهيم التربوية الحديثة المرتبطة بها، وقادراً على التعامل معها، ومتمكِّنًا من المهارات التي تساعده على تنفيذها، بحيث يقوم بتوجيه عملية التعليم وقيادتها بشكل صحيح في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة منها.
إن معلم اليوم عليه أن يؤمن أيماناً تاماً بأن دوره بالأمس لم يعد هو دوره اليوم، فلم يعد هو الخبير وناقل المعرفة ومصدرها الوحيد فقط، بل أصبح اليوم موجهاً، وميسراً للتعلم؛ ولذا هو مطالب بأن يكون على قدر عالٍ من الإعداد والتأهيل يوازي ما استجد في الميدان، لقد أصبح المعلم بحاجة أكثر من ذي قبل إلى ” تأهيل” و”تطور مهني” ذا جودة عالية، وإن اختلفنا وتباينا في المفاهيم والمصطلحات، إلاّ أننا نتفق على ضرورة وأهمية مضمونهما والحاجة الماسة إليهما.
إن مؤسسات إعداد المعلم والجهات المسؤولة عن تدريبه وتطويره عليها أن تؤمن أيضا إيماناً جازماً أن السبيل الوحيد لتحقيق “ما نصبو” إليه جميعاً مرهون بالتطوير المهني للمعلم أثناء الخدمة وإعداده الإعداد الأمثل قبلها وفق ما استجد في ميدان التعليم في المملكة العربية السعودية.