الرأي

“الطَّقطقة” نتاج التعصب الرياضي

عبدالرحمن بن محمد الـمهوس

عمادة تقنية المعلومات

مؤتمر “التَّعصُّب الرياضي الآثار  والحُلول”، هو نِتاج عمل عزمت جامعة القصيم على تفعيله في المنشأة التعليمية الأولى على مستوى منطقة القصيم والرائدة في المبادرات الإيجابيَّة وسط مشاركة متنوعة ومتكاملة من أهل الاختصاص والمهتمين بالشأن الرياضي بأمل الوصول إلى الحلول والمعالجة ووضع النقاط على الحروف للظاهرة التي باتت تُهدِّد تماسك الأسرة وتؤثِّر على الفرد الذي هو محور الاهتمام وأساس المجتمع تحت مبدأ الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا. 

و إنَّ مبادرة جامعة القصيم ممثلة بكلية التربية في قسم التربية البدنية وعلوم الحركة بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة بإقامة “مؤتمر التعصب الرياضي الآثار والحلول”، في الفترة من 9-10 جمادى الثاني 1439هـ الموافق 25-26 فبراير2018م، دليلٌ ملموس وواقع محسوس إيماناً بالدور الكبير لهذا الصرح العلمي ومنارة العلم ومحضن الشباب وسط متابعة كريمة من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور/عبدالرحمن بن حمد الداود، والذي جعل التَّميُّز والسَّبق في إثراء المجتمع بنجاحات المسؤولية المجتمعية هدفاَ مشروعاً في مرامي الإبداع وسمو الكلمة الهادفة والنَّقد البنَّاء وبالتالي الإيجابية بالتأثير في عهد الحَزمْ و العَزمْ. 

وتبقى الرياضة محلَّ الاهتمام من لَدُن القيادة الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله -وعضيده سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وليُّ العهد ، والتي تولي جُلَّ الاهتمام لشباب  الوطن، وإنَّ الدور المنوط بجامعة القصيم بالبحث العلمي والدراسة المتأنية والتقصي لكشف الحقائق وتشخيص أعماق المشكلة وسبرأبعادها مع العمل على وضع الحلول الناجحة على كافة الأصعدة والمستويات والتي تهدف لمسح الآثار السيئة والمتمثلة في التعصب الرياضي الـمقيت، بات مطلباً للجميع وتبنته مشكورة جامعة القصيم، وهي أهلٌ لهذا وقادرة على تفعيله في ظل الشَّراكات المتعددة والمتنوعة خصوصاً مع الهيئة العامة للرياضة بقيادة رئيس مجلس إدارتها و مهندس القرار معالي المستشار تركي آل الشيخ، والذي بادر إلى التَّخفيف من آثار “التعصب الرياضي” بإلجام مُثيريه والمتجاوزين بقوة النظام والقوانين المنظمة للرياضيين والإعلاميين على مستوى البرامج الرياضية وذلك بتفعيل نظام مكافحة الجرائم المعلوماتيَّة على الجميع والتي بالتأكيد ساهمت في الحد من آثار التَّعصب الرياضي بشكلٍ ملحوظ منذ  توليه المهام الجِسَام في المنظومة الرياضية الشبابيَّة وتقليل صور الاحتقان بين الجماهير في المدرجات وباتت لغة الحِوار مؤخراً أكثر رُقياً من السابق نحو الغَدِ المشرق لوحدة وطنية متكاملة على أمل التَّفاعل الأكمل من المجتمع كافة والوسط الرياضي خاصَّة داخل المدرجات وخارج الساحات.                                              

وكما هو مشاهد وعلى كافة الأندية الرياضية فإنَّ داء التَّعصب الرياضي استشرى في المجتمع وليس في الوسط الرياضي فقط وانتشر بشكل مُخيف وأصبح يُهدد أمن المجتمع ويقوِّض أساساته المتينة وصار باباً واسعاً للدخلاء على الرياضة وشبابها ونجحواْ في اختراق المتنفَّس الكبير والمتاح

لشباب الوطن عبر أقنية فضائية تبث برامج رياضية لديها نسبة مشاهدة عالية في المجتمع وفيها مَنْ بثَّ مفردات التعصب الرياضي والمتعارف عليه بـ”الطَّقطقة” مما يولِّد معه حالة من الشد والجذب تؤدي للاحتقان غالباً وربما تعدَّى ذلك لحوادث لا تُحمد عقباها، حمى الله شباب الوطن من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن في سبيل وحدة الصَّف بين رياضيي الوطن ومشجعي الأندية. 

وإنَّ المبادرة بقَطع عِرق التَّعصب الرياضي بمختلف اتجاهاته وتنوع مناحيه ما بين نظرة إيجابية وأخرى سلبية بالأخذ على أيدي كُلَّ من تسوِّل له نفسه إحياء وإذكاء أمورٍ فيها جاهلية هو محور الحِوار قبل أن ينتشر الشَّرار ويُحرق الأخضر فضلاَ عن اليابس و يتحقق المراد بتطبيق مبدأ جميل و رفيع المستوى بـ)الرياضة تجمعنا ولا تفرقنا).

وختاماً ، سَعُدتُ وشُرفتُ بالتواجد في المجلس الأسبوعي لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود  بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم بقصر التوحيد بمدينة بريدة مساء الإثنين الـ(29ذوالقعدة 1436هـ الموافق 13سبتمبر2015م)، حيث استضاف رؤساء أندية منطقة القصيم ونُخبة من إعلاميي المنطقة ، و أكَّد سموه بحديثه أنَّ التعصب الرياضي في كل بيت ، وأنه عاش الوضع بين أبنائه وبالحكمه و تقريب وجهات النَّظر بين الجميع وفي حِوار متناغم تعني فرحة بقدر الإنجاز و تقبُّل للخسارة برحابة صدر ، ونتاج ذلك في البُعد كُلَّ البعد عن الإجبار على نادٍ بعينه فأندية الوطن على مسافة واحدة أمام الجميع في تعزيزٍ لـمبدأ الروح الرياضية ومنها نبذ التَّعصب الرياضي والإبتعاد عن الكراهية والتعايش في سلامٍ تام و دُمتم في حُبٍ ووئـام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى