أعمدة

الهوس الرقمي

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال

من منا لا يستيقظ يومياً على صوت منبه الهاتف الذكي ليحاول في بادئ الأمر أن يعطيه غفوة أو اثنتين إرضاءً للنفس أولاً رغبة في النوم ولو لدقائق أخرى، وقبيل أن ينهض من الفراش يعرج سريعاً على حساباته في تطبيقات التواصل الاجتماعي مع عدم إغفال الرد على بعض الرسائل، يداه وعيناه مشغولتان دائماً بهاتفه الذكي، وفي كل لحظة يلقي نظرة عليه وكأنه يترقب شيئاً مهما سيحدث بعد ثوانٍ.
هو الهوس الرقمي الذي نقضي فيه جل وقتنا في عالم لا يمت للحقيقة بصلة، فمن تويتر الذي علا صوت نعيقه، ليوتيوب بإعلاناته الفاضحة، لسناب شات الذي أصبح نافذة مفتوحة لنشر غسيل الأسرة، لواتس آب الذي قطع أواصر القربى بجدالات وهمية في مجموعات لا تميز فيه المزح من الجد أحياناً، فإلى متى؟
إلى متى سؤال لا بد أن نطرحه كلما تناولنا هاتفنا الذكي، فنحن مهووسون رقمياً، ولن ندرك مدى خطورة هذا الهوس إلا عندما نجرب الاستغناء عن الهاتف لساعة واحدة في اليوم، فكيف وصلنا لهذا الحال؟
تسارع هذه الحياة والتطور الكبير الذي نعيشه كل يوم يجعل من جهاز الهاتف الذكي ضرورة ملحة لا يمكن الاستغناء عنها، هذه الحقيقة المرة هي من أوصلت كبرى شركات التقنية لما وصلت إليه الآن، فمن كان يعتقد أن هاتفاً يزن أقل من ٢٠٠ جرام سيكون أقرب إليك من أقرب الناس منك، به تقرأ وتسمع، تضحك وتبكي، تفرح وتحزن، تهنئ وتواسي، تشتري وتبيع، وتعيش كل شيء وفي كل مكان وأنت لم تتحرك من مكانك متراً واحداً.
لمن يرى أن هوسه الرقمي وصل إلى مرحلة خطيرة جداً، عليه أن يجرب يوماً بلا هاتف علّه يجد هوساً آخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى